الزمان - 11/21/2025 9:11:58 PM - GMT (+3 )
صوفيا (بلغاريا) (أ ف ب) – بتسلّمها أكبر مصفاة في منطقة البلقان من شركة “لوك أويل” الروسية، تمكنت بلغاريا في الوقت الراهن من تجنّب العقوبات الأميركية التي تدخل حيّز التنفيذ الجمعة ضد عملاق النفط الروسي. لكن مستقبل المصفاة الواقعة قرب مدينة بورغاس على البحر الأسود لا يزال غامضا.
– لماذا تدخلت صوفيا؟ –
في 22 تشرين الأول/أكتوبر، أعلنت واشنطن فرض عقوبات على شركتي “روسنفت” و”لوك أويل” لتجفيف مصادر تمويل الغزو الروسي المتواصل لأوكرانيا منذ شباط/فبراير 2022.
وتُعدّ بلغاريا أكثر المتضررين داخل الاتحاد الأوروبي من هذه الخطوة، كونها تستضيف أكبر مصفاة تابعة لـ”لوك أويل” في البلقان، هي مصفاة “نيفتوخيم” التي تملكها الشركة منذ 1999.
وأوضحت السلطات البلغارية أن العقوبات كانت ستؤدي عمليا إلى إغلاق المصفاة بعد رفض جميع الشركاء التجاريين الدفع للشركات التابعة لـ”لوك أويل”.
ولتجنب ذلك، أقرّ البرلمان البلغاري في 7 تشرين الثاني/نوفمبر تعديلات قانونية تضع كل أصول “لوك أويل” داخل البلاد تحت إدارة الدولة.
وعيّنت الحكومة الأسبوع الماضي رومن سبيتسوف، وهو مسؤول حكومي كبير ومدير سابق لوكالة الإيرادات الوطنية وبطل كمال أجسام سابق، مديرا للمصفاة.
وبعد هذا الإجراء مباشرة، أصدرت وزارة الخزانة الأميركية ترخيصا يتيح إجراء معاملات مع بعض الكيانات التابعة لـ”لوك أويل” في بلغاريا، بما في ذلك المصفاة، حتى 29 نيسان/أبريل المقبل.
– ما أهمية المصفاة؟ –
تؤدي مصفاة بورغاس دورا اقتصاديا محوريا في بلغاريا، إذ تُعدّ أكبر شركة في الدولة العضو الأفقر في الاتحاد الأوروبي، بإيرادات بلغت 4,68 مليارات يورو عام 2024.
وتسيطر “لوك أويل” على سوق الوقود بالجملة والتجزئة في بلغاريا بفضل شبكة محطاتها الواسعة.
ويقول الخبير مارتن فلاديميروف من مركز “سي دي أس” للدراسات في صوفيا، إن وجود “لوك أويل” جعل منها “جزءا أساسيا من النفوذ الروسي” في البلاد.
ويضيف أن أهميتها تتجاوز بلغاريا، إذ إنها “فعليا صانعة سوق لجنوب شرق أوروبا بأكمله”.
ويشير فلاديميروف إلى أن “ارتفاع أسعار الوقود في رومانيا ليس صدفة، لأن المصفاة في بلغاريا تؤدي دورا رئيسيا في تزويد السوق الرومانية”. كما تُعدّ رومانيا “مركز توزيع رئيسيا” نحو أوكرانيا ومولدافيا والمجر والنمسا، وفق الخبير نفسه.
– ماذا بعد؟ –
منحت الحكومة البلغارية المشرف سبيتسوف صلاحية بيع المصفاة بموافقتها. وحددت الولايات المتحدة مهلة حتى 13 كانون الأول/ديسمبر لإيجاد مشتر، على أن يخضع العقد لموافقة واشنطن.
ويقول فلاديميروف إن “الوضع مستقر في الوقت الحالي” من ناحية الإمدادات.
لكن “لوك أويل” دعت الأربعاء السلطات البلغارية إلى عدم التدخل في مساعيها لبيع أصولها، محذرة من أنها “تحتفظ بحق اللجوء إلى القضاء لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة”.
وأشار مصدر حكومي بلغاري إلى أنه في حال قررت الشركة الأم، ومقرها فيينا، بيع الكيان الذي يضم وحداتها الخارجية، فقد تفقد صوفيا السيطرة على المصفاة.
وفي نهاية تشرين الأول/أكتوبر، أعلنت “لوك أويل” قبول عرض من شركة “غونفور” السويسرية، التي وصفتها واشنطن بأنها “دمية للكرملين”، قبل أن يُسحب العرض سريعا.
إقرأ المزيد


