الزمان - 11/20/2025 12:18:12 AM - GMT (+3 )
واشنطن- الزمان – نجامينا-(أ ف ب)
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء إنه سيبدأ «العمل» على إنهاء الحرب في السودان بعدما طلب منه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المساعدة في وقف النزاع.
منذ اندلاعها في نيسان/أبريل 2023، خلّفت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عشرات آلاف القتلى وتسبّبت بنزوح نحو 12 مليون شخص.
وأوضح ترامب خلال مشاركته في منتدى أميركي-سعودي للأعمال أن «سمو الأمير يريد مني القيام بشيء حاسم يتعلق بالسودان». وأضاف «لم يكن السودان ضمن الملفات التي أنوي الانخراط فيها، وكنت أعتقد أن الوضع هناك فوضوي وخارج عن السيطرة». وتابع الرئيس الأميركي «لكنني أرى مدى أهميته بالنسبة إليكم ولعدد كبير من أصدقائكم في القاعة. سنبدأ العمل على ملف السودان».
وكانت واشنطن قد حضّت طرفي النزاع في السودان على إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار، في وقت صرّح مبعوث الرئيس الأميركي إلى إفريقيا مسعد بولص لوكالة فرانس برس السبت أن الحرب في السودان تُعدّ «أكبر أزمة إنسانية في العالم».
لكن ترامب نفسه نادرا ما تطرّق إلى النزاع، مركّزا بدلا من ذلك على غزة وأوكرانيا في مسعاه للفوز بجائزة نوبل للسلام. ويعكس تعهّده البدء بالعمل على ملف السودان علاقته الوثيقة مع ولي العهد السعودي، الذي استقبله بحفاوة في البيت الأبيض الثلاثاء. وخلال لقائهما في المكتب البيضوي، دافع الرئيس الأميركي عن الأمير السعودي في قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي، قائلا إن ولي العهد «لم يكن يعلم شيئا». فيما قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر لوكالة فرانس برس إن الفظاعات التي ارتُكبت في منطقة الفاشر بإقليم دارفور في غرب السودان قوبلت بـ»لامبالاة» ونُفذت «في ظل شعور بالإفلات التام من العقاب».
ولاحظ فليتشر في مقابلة مع وكالة فرانس برس مساء الثلاثاء في العاصمة التشادية نجامينا أن « العالم لم يُعر اهتماما كافيا لأزمة دارفور. ثمة الكثير من اللامبالاة وعدم الاكتراث تجاه المعاناة الهائلة التي شهدناها هناك». وكان فليتشر يتحدث إلى وكالة فرانس برس في العاصمة التشادية عقب زيارة لإقليم دارفور الواقع على الجانب الآخر من الحدود، حيث سيطرت قوات الدعم السريع الشهر الفائت على مدينة الفاشر، آخر معقل للجيش في المنطقة.
وقال فليتشر إنه استمع خلال زيارته لدارفور «إلى الكثير من الشهود، والكثير من الناجين من هذا العنف الوحشي». وأضاف «كانت رواياتهم مروعة. ثمة شعور بالإفلات التام من العقاب وراء هذه الفظائع». وتضمنت شهادات الناجين التي سمعها روايات عن «إعدامات جماعية، وعنف جنسي واسع النطاق، وتعذيب»، وعن أن «كثرا ممن حاولوا الفرار… تعرضوا بعد ذلك لاعتداءات على الطريق».
وتقدر الأمم المتحدة عدد من نزحوا من الفاشر والمناطق المحيطة بها منذ سقوط المدينة بنحو مئة ألف شخص، بينما لا يزال عشرات الآلاف محاصرين في ظروف مجاعة بعد حصار دام 18 شهرا.
وأشار فليتشر إلى أن حجم الاحتياجات هائل في كل من دارفور وتشاد التي شهدت نزوحا كثيفا، وتشمل هذه الاحتياجات مجالات الرعاية الصحية والإيواء والغذاء والصرف الصحي والتعليم.
- ممر آمن -
وأسفرت الحرب المتواصلة منذ نيسان/أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع عن مقتل عشرات الآلاف ودفعت الملايين إلى النزوح، وهي أحدثت «أسوأ أزمة إنسانية في العالم» بحسب الأمم المتحدة.
وقال فليتشر إن زيارته برفقة مسؤولين كبار في الأمم المتحدة تهدف إلى توفير ممر آمن للعاملين في المجال الإنساني، وتمكين المنظمة الدولية من «العمل بأمان في كل أنحاء السودان».
وقال لوكالة فرانس برس «سنعمل في كل مناطق السودان، أيّا كانت الجهة التي تسيطر على تلك المناطق، على أساس مبادئنا المتمثلة في الحياد والإنسانية والاستقلال والنزاهة».
وفي بورتسودان، مقر الحكومة المدعومة من الجيش، أجرى فليتشر محادثات وصفها بأنها «بنّاءة» مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وتوافق معه على ضرورة أن تنفذ الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية مهامها «دون عقبات أو عوائق».
كذلك تحدث فليتشر هاتفيا مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، والتقى ممثلين لهذه القوات في دارفور.
وقال إنه شدد على الحاجة إلى «تحقيقات ومساءلة»، وعلى ضرورة توفير «ممر آمن تماما إلى الفاشر» وضمانات لسلامة قوافل المساعدات التي سبق أن تعرضت لهجمات في دارفور.
وأشار إلى أنها « كانت محادثة صعبة»، ركزت على «الشروط العملية» اللازمة لإيصال المساعدات.
- المعارك مستمرة -
ورغم جهود الوساطة الدولية، استمر القتال في مختلف أنحاء دارفور وكردفان المجاورة.
وفي الأسبوع الفائت، أصابت غارة جوية مركبة تجارية بالقرب من زالنجي في وسط دارفور، مما أدى إلى تضرُّر مركبات للأمم المتحدة كانت قريبة.
وفي شمال كردفان، يخشى السكان هجوما وشيكا على الأبيض، حيث أسفر هجوم بطائرةمسيّرة على جنازة هذا الشهر عن مقتل 40 شخصا على الأقل.
كما تقدمت قوات الدعم السريع نحو مدينة بابنوسة الاستراتيجية في غرب كردفان التي أكدت أنها ستواصل «القتال حتى اللحظة الأخيرة».
واستمر القتال حتى بعد موافقة الدعم السريع على اقتراح هدنة قدمته الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر.
ويوم الجمعة، استبعد البرهان، خلال زيارة لمدينة السريحة في وسط السودان، إجراء محادثات سلام.
وبسقوط الفاشر، باتت قوات الدعم السريع تسيطر على كل عواصم ولايات دارفور الخمس، مما أدى فعليا إلى تقسيم السودان إلى قسمين، إذ يسيطر الجيش على الشمال والشرق والوسط، ويشمل الخرطوم، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على دارفور وأجزاء من الجنوب.
إقرأ المزيد


