الزمان - 11/20/2025 12:18:11 AM - GMT (+3 )
فاتح عبد السلام
سمعتُ من قيادي في الإطار التنسيقي قوله انهم شكّلوا لجنة داخلية لمقابلة المتقدمين أو المرشحين من كتلهم لنيل منصب رئيس الحكومة، وانّ اللجنة لديها مواصفات لم يكشف المتحدث عنها، لكنه قال انه على علم بوجود عشرة مرشحين حتى الآن.
هذا الكلام ينفع للتسويق الإعلامي السياسي ،وللإيحاء بأنّ هناك نفَساً ديمقراطياً يصعد وينزل ليل نهار في صدور قيادات الاحزاب لاسيما الدينية منها، والتي لم يعرف عنها طوال عقود انها زاولت اية ممارسة ديمقراطية داخلية. لكن لنمش ِ وراء هذا القيادي في عروضه واقواله بشأن مقابلات المترشحين لاختيار الأصلح. وننتظر منه منو دون امل في الحصول على رد، أن يكمل ذلك الكلام بالكشف عمّا جرى في تلك المقابلات، ومَن استطاع اجتياز الشروط المطلوبة ومَن فشل في ذلك، ومَن هو الذي دخل يحمل قصاصة واسطة ومَن الذي دخل كأي غشيم مصدقاً كل يقال عن هذه الممارسة الداخلية. وحبذا لو استكمل كاشف الاسرار الحديث عن الوضع النفسي للمرشح ساعة دخوله الى المقابلة، فضلاً عن الوضع المالي له، مع وضع علاقاته الخارجية قبل الداخلية. وما الضير في حصول مناظرة ومكاشفة مع المرشحين امام العدسات لكي يطلع الشعب الراجع لتوه من “ركضة” الانتخابات، فمن حق الناس أن يتعرفوا معايير الاختيار بالرغم من أنها شأن داخلي مغلق، وأن يتعرفوا الشروط الواجب توافرها في الشخصيات، ومن الذي وضع تلك الشروط أيضاً، بالرغم من انّ هناك حقيقة تغطي المشهد كله وهي فقدان عنصر المفاجأة في كل المسار الانتخابي المحاصصاتي المبتوت به قبل الاقتراع، الى جانب انّ المكونات المنتجة لرئيس الحكومة محدودة الخيارات في ظل أفق محدود وسقف ثابت الارتفاع وغرف مغلقة لا تتسع لكرسي إضافي.
وما قاله القيادي المعمم عن تعيينات الدورة السابقة كان صريحاً وواقعياً، ولا أقول دقيقاً بسبب الفروق الشخصية بين البشر، في أنه لا ينبغي اعطاء الأمور أكبر من حجمها، ذلك انَّ رئيس الحكومة بمثابة “مدير عام” لدى الإطار التنسيقي للقوى الماسكة بالسلطة. فالقرارات المصيرية التي تحدد شكل العلاقات مع واشنطن أو سواها مرتبطة برؤية ومواقف الإطار التي ستنعكس مباشرة وحرفياً في سلوك الحكومة.
الحقيقة انّ البلد بحاجة الى لجنة مؤهلة لمقابلة جميع المرشحين للحقائب الوزارية لاسيما تلك التي تمثل واجهات للبلد. فالوزراء مصيبتهم أكبر من سواهم.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية
إقرأ المزيد


