‭ ‬أسئلة‭ ‬لجنة‭ ‬اختيار‭ ‬الرئيس
الزمان -

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام

سمعتُ‭ ‬من‭ ‬قيادي‭ ‬في‭ ‬الإطار‭ ‬التنسيقي‭ ‬قوله‭ ‬انهم‭ ‬شكّلوا‭ ‬لجنة‭ ‬داخلية‭ ‬لمقابلة‭ ‬المتقدمين‭ ‬أو‭ ‬المرشحين‭ ‬من‭ ‬كتلهم‭ ‬لنيل‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة،‭ ‬وانّ‭ ‬اللجنة‭ ‬لديها‭ ‬مواصفات‭ ‬لم‭ ‬يكشف‭ ‬المتحدث‭ ‬عنها،‭ ‬لكنه‭ ‬قال‭ ‬انه‭ ‬على‭ ‬علم‭ ‬بوجود‭ ‬عشرة‭ ‬مرشحين‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭. ‬

هذا‭ ‬الكلام‭ ‬ينفع‭ ‬للتسويق‭ ‬الإعلامي‭ ‬السياسي‭ ‬،وللإيحاء‭ ‬بأنّ‭ ‬هناك‭ ‬نفَساً‭ ‬ديمقراطياً‭ ‬يصعد‭ ‬وينزل‭ ‬ليل‭ ‬نهار‭ ‬في‭ ‬صدور‭ ‬قيادات‭ ‬الاحزاب‭ ‬لاسيما‭ ‬الدينية‭ ‬منها،‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬يعرف‭ ‬عنها‭ ‬طوال‭ ‬عقود‭ ‬انها‭ ‬زاولت‭ ‬اية‭ ‬ممارسة‭ ‬ديمقراطية‭ ‬داخلية‭. ‬لكن‭ ‬لنمش‭ ‬ِ‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬القيادي‭ ‬في‭ ‬عروضه‭ ‬واقواله‭ ‬بشأن‭ ‬مقابلات‭ ‬المترشحين‭ ‬لاختيار‭ ‬الأصلح‭. ‬وننتظر‭ ‬منه‭ ‬منو‭ ‬دون‭ ‬امل‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬رد،‭ ‬أن‭ ‬يكمل‭ ‬ذلك‭ ‬الكلام‭ ‬بالكشف‭ ‬عمّا‭ ‬جرى‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المقابلات،‭ ‬ومَن‭ ‬استطاع‭ ‬اجتياز‭ ‬الشروط‭ ‬المطلوبة‭ ‬ومَن‭ ‬فشل‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬ومَن‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬دخل‭ ‬يحمل‭ ‬قصاصة‭ ‬واسطة‭ ‬ومَن‭ ‬الذي‭ ‬دخل‭ ‬كأي‭ ‬غشيم‭ ‬مصدقاً‭ ‬كل‭ ‬يقال‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الممارسة‭ ‬الداخلية‭. ‬وحبذا‭ ‬لو‭ ‬استكمل‭ ‬كاشف‭ ‬الاسرار‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الوضع‭ ‬النفسي‭ ‬للمرشح‭ ‬ساعة‭ ‬دخوله‭ ‬الى‭ ‬المقابلة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الوضع‭ ‬المالي‭ ‬له،‭ ‬مع‭ ‬وضع‭ ‬علاقاته‭ ‬الخارجية‭ ‬قبل‭ ‬الداخلية‭. ‬وما‭ ‬الضير‭ ‬في‭ ‬حصول‭ ‬مناظرة‭ ‬ومكاشفة‭ ‬مع‭ ‬المرشحين‭ ‬امام‭ ‬العدسات‭ ‬لكي‭ ‬يطلع‭ ‬الشعب‭ ‬الراجع‭ ‬لتوه‭ ‬من‭ ‬“ركضة”‭ ‬الانتخابات،‭ ‬فمن‭ ‬حق‭ ‬الناس‭ ‬أن‭ ‬يتعرفوا‭ ‬معايير‭ ‬الاختيار‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬شأن‭ ‬داخلي‭ ‬مغلق،‭ ‬وأن‭ ‬يتعرفوا‭ ‬الشروط‭ ‬الواجب‭ ‬توافرها‭ ‬في‭ ‬الشخصيات،‭ ‬ومن‭ ‬الذي‭ ‬وضع‭ ‬تلك‭ ‬الشروط‭ ‬أيضاً،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬انّ‭ ‬هناك‭ ‬حقيقة‭ ‬تغطي‭ ‬المشهد‭ ‬كله‭ ‬وهي‭ ‬فقدان‭ ‬عنصر‭ ‬المفاجأة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المسار‭ ‬الانتخابي‭ ‬المحاصصاتي‭ ‬المبتوت‭ ‬به‭ ‬قبل‭ ‬الاقتراع،‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬انّ‭ ‬المكونات‭ ‬المنتجة‭ ‬لرئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬محدودة‭ ‬الخيارات‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬أفق‭ ‬محدود‭ ‬وسقف‭ ‬ثابت‭ ‬الارتفاع‭ ‬وغرف‭ ‬مغلقة‭ ‬لا‭ ‬تتسع‭ ‬لكرسي‭ ‬إضافي‭.‬

‭ ‬وما‭ ‬قاله‭ ‬القيادي‭ ‬المعمم‭ ‬عن‭ ‬تعيينات‭ ‬الدورة‭ ‬السابقة‭ ‬كان‭ ‬صريحاً‭ ‬وواقعياً،‭ ‬ولا‭ ‬أقول‭ ‬دقيقاً‭ ‬بسبب‭ ‬الفروق‭ ‬الشخصية‭ ‬بين‭ ‬البشر،‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬اعطاء‭ ‬الأمور‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬حجمها،‭ ‬ذلك‭ ‬انَّ‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬بمثابة‭ ‬“مدير‭ ‬عام”‭ ‬لدى‭ ‬الإطار‭ ‬التنسيقي‭ ‬للقوى‭ ‬الماسكة‭ ‬بالسلطة‭. ‬فالقرارات‭ ‬المصيرية‭ ‬التي‭ ‬تحدد‭ ‬شكل‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬واشنطن‭ ‬أو‭ ‬سواها‭ ‬مرتبطة‭ ‬برؤية‭ ‬ومواقف‭ ‬الإطار‭ ‬التي‭ ‬ستنعكس‭ ‬مباشرة‭ ‬وحرفياً‭ ‬في‭ ‬سلوك‭ ‬الحكومة‭.‬

الحقيقة‭ ‬انّ‭ ‬البلد‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬لجنة‭ ‬مؤهلة‭ ‬لمقابلة‭ ‬جميع‭ ‬المرشحين‭ ‬للحقائب‭ ‬الوزارية‭ ‬لاسيما‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬واجهات‭ ‬للبلد‭. ‬فالوزراء‭ ‬مصيبتهم‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬سواهم‭. 

fatihabdulsalam@hotmail.com

رئيس‭ ‬التحرير‭-‬الطبعة‭ ‬الدولية

مشاركة


إقرأ المزيد