مَن‭ ‬هو‭ ‬لبنان‭.. ‬الثاني؟
الزمان -

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬

المعلومات‭ ‬الامريكية‭ ‬المؤكدة‭ ‬تشير‭ ‬الى‭ ‬انّ‭ ‬ضرب‭ ‬المصالح‭ ‬الامريكية‭ ‬المدنية‭ ‬والعسكرية‭ ‬في‭ ‬اطار‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬المجاز‭ ‬حكوميا‭ ‬يعني‭ ‬حصول‭ ‬رد‭ ‬امريكي‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬مباشر،‭ ‬قد‭ ‬يصيب‭ ‬شخصيات‭ ‬مسؤولة‭ ‬عن‭ ‬اوامر‭ ‬الهجمات‭ ‬او‭ ‬المنفذين‭ ‬انفسهم‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬لفصائل‭ ‬موالية‭ ‬للمحور‭ ‬الإيراني‭ .‬

في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬بات‭ ‬معلناً‭ ‬انّ‭ ‬إسرائيل‭ ‬ذاتها‭ ‬قالت‭ ‬انها‭ ‬سترد‭ ‬على‭ ‬انخراط‭ ‬أطراف‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬واليمن‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الجارية‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬او‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

قرار‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬دولة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬بيد‭ ‬مجموعة‭ ‬صغيرة‭ ‬او‭ ‬فصيل‭ ‬مسلح‭ ‬او‭ ‬هيئة‭ ‬معينة،‭ ‬وانما‭ ‬هو‭ ‬قرار‭ ‬دولة‭ ‬وشعب‭ ‬بشكل‭ ‬متكامل‭ ‬استنادا‭ ‬الى‭ ‬إمكانات‭ ‬لا‭ ‬تقود‭ ‬البلاد‭ ‬الى‭ ‬المجهول‭ ‬ف‭ ‬ظل‭ ‬فارق‭ ‬التفوق‭ ‬التكنولوجي‭ ‬والعسكري‭ ‬والدولي،‭ ‬كما‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1991‭ ‬عند‭ ‬حرب‭ ‬اخراج‭ ‬الجيش‭ ‬العراقي‭ ‬من‭ ‬الكويت‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬عام‭ ‬2003‭ ‬،‭ ‬اذ‭ ‬كان‭ ‬الطرف‭ ‬المقابل‭ ‬هو‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬صاحبة‭ ‬أكبر‭ ‬قوة‭ ‬عسكرية‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

الزمن‭ ‬يتغير‭ ‬وبلدنا‭ ‬العراق‭ ‬يحتاج‭ ‬الى‭ ‬معاينة‭ ‬هذا‭ ‬التغيير‭ ‬بدقة‭ ‬وتجاوز‭ ‬أربعة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬التردي‭ ‬والانهيار،‭ ‬والإفادة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬فيه‭ ‬فرصة‭ ‬لنمو‭ ‬علاقات‭ ‬جيدة‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬مستحقة،‭ ‬وإعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬لمواكبة‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬اليه‭ ‬الدول‭ ‬العادية‭ ‬وليست‭ ‬المتقدمة‭.‬

اذا‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬جهات‭ ‬غير‭ ‬واعية‭ ‬ومغمضة‭ ‬العيون‭ ‬ولا‭ ‬ترى‭ ‬دلالات‭ ‬وتداعيات‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬لحزب‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬المحور،‭ ‬فإن‭ ‬الآتي‭ ‬سيكون‭ ‬مشابها‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬العراقية‭ ‬برغم‭ ‬كل‭ ‬التطمينات‭ ‬الشكلية‭ ‬اذا‭ ‬اتجهت‭ ‬التطورات‭ ‬الى‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬السرعة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تنفع‭ ‬معها‭ ‬اتصالات‭ ‬التهدئة‭.‬

صواريخ‭ ‬قليلة‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬العراقية‭ ‬ولا‭ ‬تصيب‭ ‬هدفا‭ ‬وحتى‭ ‬لو‭ ‬اصابت‭ ‬فأنها‭ ‬لن‭ ‬تغير‭ ‬موازين‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬،‭ ‬ستجر‭ ‬حتما‭ ‬الدمار‭ ‬الكبير‭ ‬على‭ ‬البلد‭ ‬في‭ ‬اية‭ ‬ساعة‭.‬

‭ ‬هل‭ ‬يسمح‭ ‬لفصائل‭ ‬من‭ ‬محور‭ ‬غير‭ ‬المحور‭ ‬الإيراني‭ ‬للعمل‭ ‬داخل‭ ‬العراق،‭ ‬اذا‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬مسموحا‭ ‬فلنبع‭ ‬البلد‭ ‬بالقطعة‭ ‬لمَن‭ ‬يدفع‭ ‬ويملك،‭ ‬واذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مسموحاً‭ ‬فلتكن‭ ‬هناك‭ ‬كلمة‭ ‬وإرادة‭ ‬لحفظ‭ ‬سيادة‭ ‬العراق‭ ‬وقراره،‭ ‬ولا‭ ‬نتحول‭ ‬الى‭ ‬لبنان‭ ‬ثان‭.‬

رئيس‭ ‬التحرير‭-‬الطبعة‭ ‬الدولية

fatihabdulsalam@hotmail.com



إقرأ المزيد